خطبة بعنوان ((الشرك وبعض صوره ))
الخطبة الأولى
الخطبة الأولى
الْحَمْدُ لِلهِ العزيز الحميد، ناصر الدين بأهل السنة دعاة التوحيد، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، معز من أطاعه واتبع هداه، ومذل من خالف أمره وعصاه، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ المجتبى، ورسوله المرتضى، ونبيه المصطفى، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وأصحابه ومن اهتدى.
*﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ [آل عمران:١٠٢]*
*﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾ [النساء :١]*
*﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (٧٠) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾ [الأحزاب:٧٠، ٧١]*
أما بعدُ عباد الله :-*
اعلموا أن خير الكلام كلام الله، وَخَيْر الْهَدْى, هَدْى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَىٰ آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَشَرّ الْأُمُور مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَة، وَكُلّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وَكُلّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ.
أيها المسلمون عباد الله :-
الواجب على كل مسلم، أن يعيش حياته خائفا، أن يعيش حياته خائفا، من أن يقع في أمرٍ أو ذنبٍ يغضب الله ويسخطه، وأعظم ما يجب أن يخاف منه العبد، وأن يحرص على اتقائه، وأن يجاهد نفسه على البُعد عنه، الشرك بالله جل وعلا.
فٱلشِّرۡكَ بالله، أعظم الموبقات، وأكبر الكبائر، وأظلم الظلمات، وأكبر السيئات، من وقع فيك تردى، ومن مات عليه صار إلى نار تلظى،
كما قال المولى :- *﴿ إِنَّهُۥ مَن یُشۡرِكۡ بِٱللَّهِ فَقَدۡ حَرَّمَ ٱللَّهُ عَلَیۡهِ ٱلۡجَنَّةَ وَمَأۡوَىٰهُ ٱلنَّارُۖ وَمَا لِلظَّـٰلِمِینَ مِنۡ أَنصَارࣲ ﴾[المائدة : ٧٢]"
من وقع في الشرۡكَ الأكبر، فإنه مباح الدم والمال، ويخرج من ملة الإسلام، ويخلد في النيران، ولا يدخل الجنان، وعمله مردود، وليس له في الآخرة إلا الخسران.
كما قَالَ اللهِ :- *﴿ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَغۡفِرُ أَن یُشۡرَكَ بِهِۦ وَیَغۡفِرُ مَا دُونَ ذَ ٰلِكَ لِمَن یَشَاۤءُۚ وَمَن یُشۡرِكۡ بِٱللَّهِ فَقَدِ ٱفۡتَرَىٰۤ إِثۡمًا عَظِیمًا ﴾[النساء : ٤٨]*
وقالَ تعالى :- *﴿ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَغۡفِرُ أَن یُشۡرَكَ بِهِۦ وَیَغۡفِرُ مَا دُونَ ذَ ٰلِكَ لِمَن یَشَاۤءُۚ وَمَن یُشۡرِكۡ بِٱللَّهِ فَقَدۡ ضَلَّ ضَلَـٰلَۢا بَعِیدًا ﴾[النساء : ١١٦]*
وقالَ تعالى : *﴿ حُنَفَاۤءَ لِلَّهِ غَیۡرَ مُشۡرِكِینَ بِهِۦۚ وَمَن یُشۡرِكۡ بِٱللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ ٱلسَّمَاۤءِ فَتَخۡطَفُهُ ٱلطَّیۡرُ أَوۡ تَهۡوِی بِهِ ٱلرِّیحُ فِی مَكَانࣲ سَحِیقࣲ ﴾[الحج : ٣١]*
وقالَ الله :-
عن أعمل المشركين :-
*﴿ وَقَدِمۡنَاۤ إِلَىٰ مَا عَمِلُوا۟ مِنۡ عَمَلࣲ فَجَعَلۡنَـٰهُ هَبَاۤءࣰ مَّنثُورًا ﴾[الفرقان : ٢٣]*
وقال الله :-
عن المشركين:- *﴿ وَلَا یَدۡخُلُونَ ٱلۡجَنَّةَ حَتَّىٰ یَلِجَ ٱلۡجَمَلُ فِی سَمِّ ٱلۡخِیَاطِۚ ﴾[الأعراف : ٤٠]*
وقالَ ﷺ : « مَن لَقِيَ اللهَ يُشرِكُ به شَيئًا دَخَلَ النَّارَ، » 'رواه الإمام أحمد بسند صحيح'
وقالَ ﷺ : « مَن مَاتَ يَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ نِدًّا دَخَلَ النَّارَ » 'رواه البخاري'
أيها المسلمون عباد الله :-
كل الرسل والأنبياء، جاءوا بالتحذير من الشرۡكَ والشركاء، والدعوة إلى رب الأرض والسماء.
قال الله :- *﴿ وَلَقَدۡ بَعَثۡنَا فِی كُلِّ أُمَّةࣲ رَّسُولًا أَنِ ٱعۡبُدُوا۟ ٱللَّهَ وَٱجۡتَنِبُوا۟ ٱلطَّـٰغُوتَۖ ﴾[النحل : ٣٦]*
وكان كل رسولَ یَـٰقَوۡل لقومه :-
*یَـٰقَوۡمِ ٱعۡبُدُوا۟ ٱللَّهَ مَا لَكُم مِّنۡ إِلَـٰهٍ غَیۡرُهُۥۖ*
ولعظيم جريمة الشرۡك، أوحى الله عز وجل إلى كل الرسل والأنبياء، وحذرهم من الشرك والشركاء.
كما قال الله :- *﴿ وَلَقَدۡ أُوحِیَ إِلَیۡكَ وَإِلَى ٱلَّذِینَ مِن قَبۡلِكَ لَىِٕنۡ أَشۡرَكۡتَ لَیَحۡبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ ٱلۡخَـٰسِرِینَ ﴾[الزمر : ٦٥]*
وقال الله :- بعد أن ذكر جملة، من الأنبياء والأصفياء، *﴿ وَلَوۡ أَشۡرَكُوا۟ لَحَبِطَ عَنۡهُم مَّا كَانُوا۟ یَعۡمَلُونَ ﴾[الأنعام : ٨٨]*
وَلَوۡ أَشۡرَكُوا۟ لَحَبِطَ عَنۡهُم مَّا كَانُوا۟ یَعۡمَلُونَ.
وقَالَ لُقۡمَـٰنُ الحكيم لِٱبۡنِهِۦ، وَهُوَ یَعِظُهُۥ :- *﴿ یَـٰبُنَیَّ لَا تُشۡرِكۡ بِٱللَّهِۖ إِنَّ ٱلشِّرۡكَ لَظُلۡمٌ عَظِیمࣱ ﴾[لقمان : ١٣]*
الشرۡكَ أعظم الذنوب، وأكبر السيئات، وأعظم الجرائم، وأكبر الذنوب، سئل ﷺ : « أيُّ الذَّنْبِ أعْظَمُ؟ فقالَ: أنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا وهو خَلَقَكَ » 'متفق عليه'
الشرۡك، خافه الرسل والأنبياء، والعباد والصلحاء،
تأملوا عباد الله :-
في حال محطم الأصنام، باني البيت الحرام، إِبۡرَ ٰهِیمُ – عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ –، يبني البيت الحرام، ويرفع يديه إلى الملك العلام، قائلا :- *﴿ وَٱجۡنُبۡنِی وَبَنِیَّ أَن نَّعۡبُدَ ٱلۡأَصۡنَامَ ﴾[ابراهيم : ٣٥]*
قال إِبۡرَ ٰهِیمُ التيمي: ومن يأمن البلاء، بعد إِبۡرَ ٰهِیمُ، وصدق رحمه الله، فإذا كان إِبۡرَ ٰهِیمُ، هو الذي جاء بالدعوة إلى التوحيد، والتحذير من الشرۡك، وهو الذي دمر الأصنام، وحطمها وبعثرها وفجرها ودمرها، ومع هذا ينادي الله قائلا :- *﴿ وَٱجۡنُبۡنِی وَبَنِیَّ أَن نَّعۡبُدَ ٱلۡأَصۡنَامَ ﴾[ابراهيم : ٣٥]*
ونبيناً – عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ –، كان يقولُ كُلما أصبح، وكُلما أمسى،« اللهمَّ إني أعوذُ بك من الكفرِ والفقرِ وأعوذُ بك من عذابِ القبرِ لا إلهَ إلا أنتَ،»
وكان يقولُ في دعائه، كما في الصحيحين : « اللَّهمَّ لكَ أسلَمْتُ وبكَ آمَنْتُ وعليكَ توكَّلْتُ وإليكَ أنَبْتُ وبكَ خاصَمْتُ أعوذُ بكَ لا إلهَ إلَّا أنتَ أنْ تُضِلَّني أنتَ الحيُّ الَّذي لا يموتُ والجنُّ والإنسُ يموتون.»
*فيا عباد الله :-*
أمرٌ خافه الأنبياء، حقيقٌ بالخوف منه، وبالحذر منه، خاصة، أن نبينًا، – عليه الصَّلاةُ والسَّلام – كان أعظم ما يخافه علينا، هو الشرك بالله،
قال – عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ –، أخوفَ ما أخاف على أُمَّتي الشركُ الخفي فسُئل عنه، فقَالَ الرياء،
وقَالَ – عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ –، « الشرۡكُ في أُمَّتي، أخْفى من دبيبِ النملةِ السوداءِ على الصخرةِ الصمَّاءِ في الليلةِ الظلماءِ .»
نعم عباد الله :-
الشرۡكُ أعظم الذنوب، وأكبر الجرائم، الشرۡك لا يغفر، ويخلد صاحبه في النار، وما احوجنا عباد الله، إلى أن نحذر من هذا الذنب، وأن نحذر منه، خاصة، عباد الله، أن الشرۡك، أشكال، وأنواع، وصور،
ربما يقع فيها البعض، وهو لا يشعر، وهو لا يعلم، وهو لا يدري.
*فمن صور الشرۡكَ عباد الله :-*
الإعتقاد في غير الله، أن له تصرف في الكون، وأنه ينفع، وأنه يضر، وأن الخير بيده، والشر بيده، وأن الموت بيده، والحياة بيده، وأن الملك بيده، وأن العزة بيده، وأن الرفعة بيده، ووالله إن هذه الأشياء، كلها بيد الله، العزة، والرفعة، والأمر، والنفع، والضر، والملك، كله بيد الله.
كما قال الله :-
*﴿ قُلِ ٱللَّهُمَّ مَـٰلِكَ ٱلۡمُلۡكِ تُؤۡتِی ٱلۡمُلۡكَ مَن تَشَاۤءُ وَتَنزِعُ ٱلۡمُلۡكَ مِمَّن تَشَاۤءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَاۤءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَاۤءُۖ بِیَدِكَ ٱلۡخَیۡرُۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَیۡءࣲ قَدِیرࣱ ﴾[آل عمران : ٢٦]*
*ومن أنواع الشرك عباد الله :-*
التوجه للموتى، التوجه للموتى، وسؤالهم قضاء الحاجات، وكشف الكربات، وسؤاهم النفع، والضر، إنه من المؤسف جدًا، أن ترى مسلم موحد، يقول لا إله إلا الله، ويسجد لله، ويخفض لله، تراه بكامل عقله، وهو يطوف حول قبر، أو يتمسح به، أو يتمسح بأتربته، ويعتقد أن فيه النفع، وأن فيه الضر، إن هذا والله، وتالله وبالله، هذا هو الشرك العظيم، والظلم الجسيم،
كما قال الله :
*﴿ وَمَنۡ أَضَلُّ مِمَّن یَدۡعُوا۟ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَن لَّا یَسۡتَجِیبُ لَهُۥۤ إِلَىٰ یَوۡمِ ٱلۡقِیَـٰمَةِ وَهُمۡ عَن دُعَاۤىِٕهِمۡ غَـٰفِلُونَ ﴾[الأحقاف : ٥]*
*ومن الشرك عباد الله :-*
الذهاب الى السحرة والمشعوذين، والكهنة والعرافين، وقراء الكف والفنجان، وغيرهم، ممن يدعون علم المغيبات، وكشف المضارات، فاحذروهم عباد الله، فهم أهل غش وتدليس، وكذب وتلبيس، وخرافات وخزعبلات، وسمسمات ومنكرات، يأمرون من يأتيهم بذبح حيوان، على هيئات وصفات، ويمسحون بها، ويلطخون بها الجدران والعتبات، ويأمرونهم بالذبح لغير الله، وبعبادة الشيطان، وبالكفر بالرحمن، والنبي – عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ – ، يقولُ :« لَعَنَ اللهُ مَن ذَبَحَ لغَيرِ الله.،»
ويقولُ : « مَن أتى عَرَّافًا فسأَله عن شيءٍ لم تُقبَلْ له صلاةٌ أربعينَ يومًا .» 'رواه مسلم'
ويقولُ :-
« مَن أتَى كاهنًا أو عرافاً فصدَّقه بما يقولُ فقد كفر بما أُنزِلَ على محمدٍ عليه الصلاةُ والسلامُ .»
.*أسمعت يا عبدالله :-*
أن من يذهب إلى السحرة، أو المشعوذين أو الكهنة، أو العرافين، وإن سموا أنفسهم، بأسماء جميلة، وبالقاب طيبة، فهم سحرة، وكهنة، وكفرة، وفجرة، ودجالين، وكذابين، فاحذروهم عباد الله، فمن صدقهم، فقد كفر بالبقرة، وآل عمران، وبالفاتحة، وبالدخان، وبغيرهم من سور القرآن.
*ومن أنواع الشرك عباد الله :-*
تعليق الحروز والتمائم، والخيوط والعزائم، كم من مسلم عبدالله، في الصف الأول، وصاحب لحية، وصاحب سنة، ربما ومع هذا يعلق خياط، ويعلق تمائم، إما على ولده، أو على دابته، أو على سيارته، أو على متجره، كم من الناس عباد الله، من يعلقون على أولادهم الحروز والحبال، والتمائم، وكم من الناس، ربما من يربط على بقرته، نعلا، أو على سيارته، أو على متجره، ويعتقد أن هذه الأشياء ، تدفع العين، وتدفع الحسد، وتدفع الجن، وتدفع الشياطين، وكل هذا اعتقاد في غير الله، وتوكل على غير الله، والتجاء إلى غير الله، والنبي – عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ – يقولُ : « من علَّقَ تميمةً فقد أشرَك .» وقَالَ : « من علَّقَ شيئًا وُكِلَ إليهِ ..»
*فيا عبد الله :-*
ماذا تريد أن تتوكل على الله الحي القادر،النافع الضار، أم على خيوط، وعلى عزائم، وعلى حبال، وعلى حذيان، إلى غير ذلك، من أنواع الخرافة.
*ومن الشرك عباد الله:-*
ما بالبده ما يسمى بالبده، انتشر في القرى، وفي الأرياف ، ان هنا بعض من يتقدم بهم السن، تدخل بهم الشياطين والعفاريت، ويصبح هذا الرجل الطاعن في السن، أو المرأة الطاعنة في السن، أنها اذا نظرت، إلى طفل، أو إلى شابة جميلة، أو إلى دابة، فإنها تميتها، وتقتلها وتضرها، وهذا من الشرك، والخرافة يا عباد الله.
*ومن الشرك عباد الله:*
الذهاب الذي يُسمى بالمقضي، أو المقضية، وهو رجل، يزعم أنه يخرج ما في بطن المريض، من أمراض، وأوجاع، وأثقال، ياخذ قطنه، ثم يظعها على بطن المريض، ويخيل للناس أنه أخرج الدم، واخرج القيح، وأخرج ما في بطن المريض، وهذا كله من الدجل والخرافة، على الناس، وعلى البسطاء، وعلى الجهلاء، وهو والله سحر وشعوذة، وكهانة وعرافة، إلى غير ذلك.
*ومن الشرك عباد الله :-*
ما يسمى بالزار، وهي عادة جاءت وافدة، إلى بلادنا اليمنية، من دول أفريقيا، عادة قديمة، تسمى بالزار، وهو أنه يؤتى بالمرء الذي أصيب بالسرع، وأصيب بالجن،
ثم يؤتى بالمزور، ويضرب عليه الطبل، والمزامير والرقص، ثم يأمر أهله أن يذبحوا ديكًا أحمرا، أو كبشًا أسودا، أو غير ذلك من الذباح، أو غير ذلك من الذباح والخرافات.
يا عقلاء الأمة، يـا عقلاء الأمة، هل الرقص، والمزامير والطبل، والشعوذة هي تخرج الجن ؟
وهي تخرج العفاريت ؟
يا عقلاء الأمة، إلى متى سنظل في هذه الخرافات، وفي هذا الدجل، وفي هذا الكذب، وفي هذا الزور، على البسطاء، وعلى المساكين.
*فما احوجنا عباد الله :-*
أن نحذر الأمة، ما أحوج الحكومات الإسلامية، إلى إبطال مثل هذه المنكرات، والخرافات والخزعبلات، التي عمت وطمت وانتشرت، عند الجهلاء، وعند البسطاء، وعند من لهم علم، وعند من ليس لهم علم، ولا عقيدة، ولا غير ذلك.
*فيا عباد الله :-*
علينا أن نحذر من مثل هذه الخرافات، الكاذبة، الباطلة"
أقول ما سمعتم، واستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم"
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.
*أما بعد عباد الله :-*
اومن الشرك والخرافة، تبخير البيوت ببعض الأعشاب كالشب والفارعة، والحلتيت، وكوع الحمار، وغير ذلك، وغير ذلك من الأعشاب التي لا تسمنُ ولا تعني من جوع، ويزعمون أن تبخير البيوت، بمثل هذه الأعشاب، تطرد الجن والعفاريت، وتطرد أهل الشر، وكل هذا خرافة، وشرك عباد الله.
*ومن الشرك عباد الله :-*
تقديم طعام للجن، وهذا موجود في بلادنا اليمنية، أن أناس يأتون بالذبيحة، ويأتون بالبر ويأتون بالموز، ويأتون بالسمن وبالعسل، ثم يرمونها في غابة، أو في بئر، أو تحت أشجار، ويزعمون أن الجن يأكلون من هذا الطعام، ثم وينصرفون عن أهل القرية، وعن أهل البلدة، وعن صاحب المزرعة، وأنهم يصرفون الشر إلى غير ذلك.
*ومن الشرك عباد الله :-*
الذهاب إلى ما يسمى بيختل، أو بمرض دبأ، فإن هذا الرجل مشعوذ من المشعوذين، عرافٌ من العرافين، وساحر من السحرة والكهنة والدجالين، يزعم على الناس أنه يداوي بالأعشاب الطبيعية، وهو كذاب فاجر، وإنما يستعمل الحروز، والأسحار والشعوذة، والكِهانة والعِرافة.
*كم عباد الله:-*
من المغرورين المفتونين، بهذا الرجل، يذبحون التوحيد، في تلك البلاد، وفي تلك القرية، ثم يرجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله، إلى شهر قريب وسيارات، تخرج من بيت الفقيه، إلى ذلك الرجل، ويزعمون أنه يخرج المرض، ويخرج الشر، ممن أصابه البلاء والشرور، وكل هذا كذب ودجلٌ عباد الله.
*ومن الشرك عباد الله :-*
قراءة الأبراج، أو ما يسمى بالتنجيم، وهذا الأمر، قد انتشر في الصحف والمجلات والجرائد والواتساب، بل وجاءت رسائل نصية، في الجوالات، إذا أردت أن تعرف إذا أردت أن تعرف، ما هو نجمك، ارسل كذا إلى كذا ارسل اسم أمك، أو اسم ابيك إلى كذا، ثم يقولون له أن نجمه العقرب، أو الدلو، أو الثور، أو إلى غير ذلك، وأنه سيحصل لك من الشر كذا وكذا، ومن
الخير كذا وكذا، وهذا عباد الله من التنجيم، وهو من شرك الفلاسفة، ومن شرك الصابئة، فاحذروا عباد الله، من مثل هذه الخرافات.
*ومن الشرك عباد الله :-*
ما يسمى بالمسفل أو المسفلة، وهذا موجود في بعض بلادنا اليمنية وغيرها، من الأقطار، فقد وجه هذا السؤال إلى كبار العلماء عندنا في اليمن، ما يسمى بالمسفل أو المسفلة، وهو رجل يأتي الناس إليه، بالذبائح والقرابين والأموال، ثم يقولون له يا فلان، نريد أن نعرف أين ميتنا، أهو في نار، أم هو في جنة، فيقول لهم أمهوني أيام، ثم يدخل في غرفة مظلمة، لا يسمع صوتا، ولا يرى أحدا، ثم يخرج إليهم، بعد ساعات ويقول، لهم إن كان العطاء كثيرا، إن كان العطاء كبيرا، أن ميتكم في جنان، وفي حور عين، وفي نعيم كبير، وإن كان العطاء قليلا، قال لهم إن ميتكم في جحيم، وفي سقر، وفي عذاب، ويحتاج إلى مزيد من السمن، والعسل، والأموال والكباش، والثيران، إلى غير ذلك.
*ومن الشرك عباد الله :-*
الذبح لغير الله، الذبح عبادة، من أجل العبادات، ومن أعظم القربات.
قال الله:-
*﴿ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانحَر ﴾ [١٠٨:٢] - الكوثر*
وقال :-
*﴿ قُل إِنَّ صَلاتي وَنُسُكي وَمَحيايَ وَمَماتي لِلَّهِ رَبِّ العالَمينَ (١٦٢) لا شَريكَ لَهُ وَبِذلِكَ أُمِرتُ وَأَنا أَوَّلُ المُسلِمينَ (١٦٣) - الأنعام*
*فكم عباد الله:-*
ممن يذبحون لغير الله الذبائح، يذبحون للقبور ويذبحون وللمشاهد، ويذبحون للسحرة، ويذبحون للعرافين.
وقد ذكر العلامة الصنعاني رحمه الله :-
في تطهير الإعتقاد، الذبح لغير الله وأنه من الشرك بالله، سبحانه وتعالى.
*ومما انتشر مأخرا،* ما يسمى بذبح الهجر، وهو إذا وقع خصام، بين قبيلتين، قالوا لن يرضي، من وقع عليه الخطأ، إلا ذبيحة، أو ثور أو كبش، أو تيس، تُذبح إرضاءً له، قال أهل العلم هذه الذبيحة، إن ذبحت، بنية الإرضاء، والتقرب لهذا الشخص، فهو شرك أكبر، مخرج من الإسلام.
ومن من أفتى بهذا،
*العلامة الصنعاني،*
*والقاضي العمراني،*
*والعلامة الوادعي،*
*والشيخ الهمام ،*
*محمد بن عبدالله الإمام ،*
*وشيخنا با موسى،*
وغيرهم من أهل العلم، أفتوا أن هذا الذبح، شرك بالله، وكفر بالله، سبحانه وتعالى.
*ومن الشرك عباد الله :-*
دعاء غير الله، الدعاء هو أجل العبادات، بل وكل عبادة، فلا يصرف الدعاء إلا لله، فكم من الناس من يدعوا القبور، ويدعوا العمدان، ويدعوا الأضرحة، وهو مع هذا، على خطر عظيم، وقد ذكر العلامة الصنعاني، في تطهير الإعتقاد، أنواع من دعاء غير الله، قال الصنعاني رحمه الله، أهل العراق وأهل الهند، يدعون عبد القادر، وأهل التهايم، لهم في كل بلد ميت، يهتفون باسمه، يا ذيلعي، يا ابن العجيل، وأهل مصر، يا رفاعي، يا بدوي، وأهل الجبال يا ابا طير، يا من عنده كل خير، ودافع لكل ضير، وأهل اليمن، يا ابن علوان، يا طفي يا من طفت بابكم نجي، يا جيلاني لا تنساني، يا عبد القادر قادر بادر، يا اهدل يا من عليك الله دل، أي دواف يا عيدروس، يا شمس الشموس، يا منقذ النفوس، وأهل تعز يا حساني، لا تنساني، وأهل إب أبا الغريب، ما لك لا تجيب، إلى غير ذلك من انواع القبور، والأضرحة، التي تدعى من دون سبحانه وتعالى.
*ومن الشرك عباد الله :-*
الحلف بغير الله، كالحلف بالأمانة، والحلف بالعيش والملح، الحلف بشرف الأم، والحلف برأس الشيخ، والحلف برأس السيد، إلى غير ذلك، فكل هذا من الشرك، عباد الله :- يقول النبي ﷺ : من حلف بالأمانة فقد اشرك، وبعضهم يقول وهذا الحلال، وفمه يملأه القات، ومن قال لك أن هذا حلال، اولا، ثم إن كان حلالا فلا يجوز الحلف إلا بالله سبحانه وتعالى.
*وكم من الشرك عباد الله:-*
كم من أنواع الشرك الكثيرة المتكاثرة، المنتشرة عند الناس.
*فما أحوجنا عباد الله:-*
أن نحذر من الشرك، وأن نحذر منه، لأنه ذنب لا يغفر، وصاحبه مخلد في النار.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، ودمر أعدائك اعداء الدين، اللهم عليك باليهود والنصارى المعتدين.
اللهم أمتنا على التوحيد، اللهم أمتنا على التوحيد، اللهم أمتنا على التوحيد، اللهم اجعلنا من أهل إله إلا الله.
اللهم اجعل أخر كلامنا من الدنيا، لا إله إلا الله، اللهم عليها أمتنا، وعليها ابعثنا، وعليها احشرنا، يا رب العالمين.
اللهم عليك بالسحرة والمشعوذين، والكهنة والعرافين، اللهم عليك بهم، اللهم إنهم طغوا وبغوا وافسدوا، وفرقوا الأزواج، وشتتوا الأسر، اللهم عليك بهم، اللهم احصهم عددا، واقتلهم بددا، ولا تغادر منهم أحدا.
اللهم عليك بدولة اليهود إسرائيل ، وعليك بأمريكا رأس الكفر يا رب العالمين، اللهم عليك بهم.
اللهم احفظ هذا الجامع والقائمين عليه، واحفظ شيخه يا رب العالمين، اللهم سهل ويسر بتوسعته اللهم سهل ويسر بتوسعته، اللهم ارحم عبادك الذين يقفون في الشمس، اللهم يسر بتوسعة هذا الجامع.
رَبَّنَاۤ ءَاتِنَا فِی ٱلدُّنۡیَا حَسَنَةࣰ وَفِی ٱلۡـَٔاخِرَةِ حَسَنَةࣰ وَقِنَا عَذَابَ ٱلنَّارِ، وأقم الصلاة"
أكتب تعليق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق