تَأَمُّلاَتٌ فِي الْحَدِيثِ الْقُدْسِيِّ "يَا عِبَادِي»
الخُطْبَةُ الأُوْلَى
الْحَمْدُ للهِ عَلى نِعَمِهِ الظَّاهِرَةِ
والبَاطِنَةِ وأَجَلُّها نِعْمَةُ الإِسْلامِ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا
اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، وَتَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ
، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، الْمَبْعُوثُ إلَى الْثَّقَلَيْنِ
مِنَ الْجِنِّ وَالْأَنَامِ ، اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَيْهِ وَعَلَى
آلِهِ وَأَصْحَابِهِ الْبَرَرَةِ الْكِرَامِ .
أمَّا بَعْدُ : فَيَا أَيُّهَا النَّاسُ
: أُوصِيكُم وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللَّهِ .
أَيُّهَا المُسْلِمُونَ ، فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ ، أَنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى قَالَ : «يَا عِبَادِي إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي ، وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا ، فَلَا تَظَالَمُوا ، يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ ضَالٌّ إِلَّا مَنْ هَدَيْتُهُ ، فَاسْتَهْدُونِي أَهْدِكُمْ ، يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ جَائِعٌ إِلَّا مَنْ أَطْعَمْتُهُ ، فَاسْتَطْعِمُونِي أُطْعِمْكُمْ ، يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ عَارٍ إِلَّا مَنْ كَسَوْتُهُ ، فَاسْتَكْسُونِي أَكْسُكُمْ ، يَا عِبَادِي إِنَّكُمْ تُخْطِئُونَ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَأَنَا أَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ، فَاسْتَغْفِرُونِي أَغْفِرْ لَكُمْ ، يَا عِبَادِي إِنَّكُمْ لَنْ تَبْلُغُوا ضَرِّي فَتَضُرُّونِي وَلَنْ تَبْلُغُوا نَفْعِي فَتَنْفَعُونِي ، يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا عَلَى أَتْقَى قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مِنْكُمْ مَا زَادَ ذَلِكَ فِي مُلْكِي شَيْئًا
يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا عَلَى أَفْجَرِ قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِنْ مُلْكِي شَيْئًا ، يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ قَامُوا فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَسَأَلُونِي فَأَعْطَيْتُ كُلَّ إِنْسَانٍ مَسْأَلَتَهُ ، مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِمَّا عِنْدِي إِلَّا كَمَا يَنْقُصُ الْمِخْيَطُ إِذَا أُدْخِلَ الْبَحْرَ
يَا عِبَادِي إِنَّمَا هِيَ
أَعْمَالُكُمْ أُحْصِيهَا لَكُمْ ثُمَّ أُوَفِّيكُمْ إِيَّاهَا ، فَمَنْ وَجَدَ خَيْرًا
فَلْيَحْمَدِ اللهَ ، وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ فَلَا يَلُومَنَّ إِلَّا نَفْسَهُ»
.
فَهَذَا حَدِيثٌ جَلِيلٌ شَرِيفٌ ، وَهُوَ
مِنَ الْأَحَادِيثِ الْقُدْسِيَّةِ الَّتِي يَرْوِيهَا النَّبِيُّ ﷺ عَنْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَكَانَ أَبُو إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيُّ
-وَهُوَ مِنَ كِبَارِ الْتَّابِعِينَ- إِذَا حَدَّثَ بِهَذَا الْحَدِيثِ جَثَا عَلَى
رُكْبَتَيْهِ .
فَقَوْلُهُ ﷻ : «يَا عِبَادِي
إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا فَلَا
تَظَالَمُوا» ؛ مَنَعَ سُبْحَانَهُ نَفْسَهُ مِنَ الظُّلْمِ لِعِبَادِهِ ، فَلَا يَفْعَلُهُ
فَضْلًا مِنْهُ وَجُودًا وَكَرَمًا وَإِحْسَانًا إِلَى عِبَادِهِ ، كَمَا قَالَ عَزَّ
وَجَلَّ : ﴿وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ﴾ ، وَحَرَّمَهُ عَلَى عِبَادِهِ
، وَنَهَاهُمْ أَنْ يَتَظَالَمُوا فِيمَا بَيْنَهُمْ .
وَحَقِيْقَةُ الظُّلْمِ : وَضْعُ الْأَشْيَاءِ
فِي غَيْرِ مَوْضِعِهَا ، وَهُوَ نَوْعَانِ :
أَحَدُهُمَا : ظُلْمُ النَّفْسِ ، وَأَعْظَمُهُ
الشِّرْكُ ، كَمَا قَالَ تَعَالَى : ﴿إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ﴾ ، فَإِنَّ
الْمُشْرِكَ جَعَلَ الْمَخْلُوقَ فِي مَنْزِلَةِ الْخَالِقِ ، فَعَبَدَهُ وَتَأَلَّهَهُ
، فَهُوَ وَضْعُ الْأَشْيَاءِ فِي غَيْرِ مَوْضِعِهَا ، وَأَكْثَرُ مَا ذُكِرَ فِي
الْقُرْآنِ مِنْ وَعِيدِ الظَّالِمِينَ إِنَّمَا أُرِيدَ بِهِ الْمُشْرِكُونَ ، كَمَا
قَالَ عَزَّ وَجَلَّ : ﴿وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾ ، ثُمَّ يَلِيهِ الْمَعَاصِي
عَلَى اخْتِلَافِ أَجْنَاسِهَا مِنْ كَبَائِرَ وَصَغَائِرَ .
وَالْنَّوعُ الثَّانِي : ظُلْمُ الْعَبْدِ
لِغَيْرِهِ ، وَهُوَ الْمَذْكُورُ فِي قَوْلِ النَّبِيِّ ﷺ فِي خُطْبَتِهِ
فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ : «إِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ عَلَيْكُمْ
حَرَامٌ ، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا ، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا»
.
وَقَوْلُهُ ﷻ : «يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ ضَالٌّ إِلَّا مَنْ هَدَيْتُهُ فَاسْتَهْدُونِي أَهْدِكُمْ ، يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ جَائِعٌ إِلَّا مَنْ أَطْعَمْتُهُ فَاسْتَطْعِمُونِي أُطْعِمْكُمْ ، يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ عَارٍ إِلَّا مَنْ كَسَوْتُهُ فَاسْتَكْسُونِي أَكْسُكُمْ ، يَا عِبَادِي إِنَّكُمْ تُخْطِؤونَ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَأَنَا أَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ، فَاسْتَغْفِرُونِي أَغْفِرْ لَكُمْ»
وَهَذَا يَقْتَضِي أَنَّ جَمِيعَ الْخَلْقِ مُفْتَقِرُونَ إِلَى اللَّهِ فِي جَلْبِ مَصَالِحِهِمْ ، وَدَفْعِ مَضَارِّهِمْ فِي أُمُورِ دِينِهِمْ وَدُنْيَاهُمْ ، وَأَنَّهُمْ لَا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ .
وَفِيه دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ اللَّهَ يُحِبُّ
أَنْ يَسْأَلَهُ الْعِبَادُ جَمِيعَ مَصَالِحِ دِينِهِمْ وَدُنْيَاهُمْ مِنَ الطَّعَامِ
وَالْكُسْوَةِ وَغَيْرِ ذَلِكَ ، كَمَا يَسْأَلُونَهُ الْهِدَايَةَ وَالْمَغْفِرَةَ
.
وَقَوْلُهُ ﷻ : «يَا عِبَادِي
إِنَّكُمْ لَنْ تَبْلُغُوا ضَرِّي فَتَضُرُّونِّي ، وَلَنْ تَبْلُغُوا نَفْعِي فَتَنْفَعُونِي»
، يَعْنِي أَنَّ الْعِبَادَ لَا يَقْدِرُونَ أَنْ يُوصِلُوا إِلَى اللَّهِ نَفْعًا
وَلَا ضَرًّا ، فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ، لَا حَاجَةَ
لَهُ بِطَاعَاتِ الْعِبَادِ ، وَلَا يَعُودُ نَفْعُهَا إِلَيْهِ ، وَإِنَّمَا هُمْ
يَنْتَفِعُونَ بِهَا ، وَلَا يَتَضَرَّرُ بِمَعَاصِيهِمْ ، وَإِنَّمَا هُمْ يَتَضَرَّرُونَ
بِهَا ، كَمَا قَالَ تَعَالَى : ﴿وَلَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ
إِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا﴾ ، وَقَالَ تَعَالَى: ﴿وَإِنْ تَكْفُرُوا
فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ غَنِيًّا
حَمِيدًا﴾ .
وَقَوْلُهُ ﷻ : «يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا عَلَى أَتْقَى قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مِنْكُمْ ، مَا زَادَ ذَلِكَ فِي مُلْكِي شَيْئًا ، وَلَوْ كَانُوا عَلَى أَفْجَرِ قَلْبِ رَجُلٍ مِنْكُمْ ، مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِنْ مُلْكِي شَيْئًا» ، فَمُلْكُهُ - تَعَالَى وَتَقَدَّسَ - لَا يَزِيدُ بِطَاعَةِ الْخَلْقِ أَجْمَعِينَ
وَلَوْ كَانُوا كُلُّهُمْ أَتْقِيَاءَ بَرَرَةً ، وَلَا يَنْقُصُ مُلْكُهُ بِمَعْصِيَةِ
الْعَاصِينَ ، وَلَوْ كَانَوا كُلُّهُمْ عُصَاةً فَجَرَةً ، فَإِنَّهُ سُبْحَانَهُ
الْغَنِيُّ عَمَّنْ سِوَاهُ ، كَمَا قَالَ جَلَّ في عُلَاهُ : ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ
أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ﴾ ، وَقَالَ
جَلَّ وعَلَا : ﴿وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ
اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ﴾ .
بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ فِي الْقُرْآنِ
الْعَظِيمِ ، وَنَفَعَنِي وَإِيَّاكُمْ بِمَا فِيهِ مِنَ الْآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ
، أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ وَلِسَائِرِ الْمُسْلِمِينَ
، فَاسْتَغْفِرُوهُ وَتُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ .
الخُطْبَةُ الثانيةُ
الحَمْدُ للهِ وكَفَى ، والصَّلاةُ والسَّلامُ
عَلى رَسُولِهِ المُصْطَفَى ، وعَلى آلِهِ وصَحبِهِ ومَن سَارَ عَلى نَهْجِهِ واقْتَفَى
، أمَّا بَعْدُ : فاتَّقُوا اللهَ - عِبَادَ اللهِ - حَقَّ التَّقْوَى .
أَيُّهَا المُسْلِمُونَ ، قَوْلُهُ ﷺ فِيمَا يَرْوِي عَنْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ : «يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ قَامُوا فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ ، فَسَأَلُونِي فَأَعْطَيْتُ كُلَّ إِنْسَانٍ مَسْأَلَتَهُ ، مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِمَّا عِنْدِي إِلَّا كَمَا يَنْقُصُ الْمِخْيَطُ إِذَا أُدْخِلَ الْبَحْرَ»
وَهَذَا فِيْهِ
كَمَالُ قُدْرَتِهِ سُبْحَانَهُ وَكَمَالُ مُلْكِهِ ، وَأَنَّ خَزَائِنَهُ لَا تَنْفَدُ
، وَلَا تَنْقُصُ بِالْعَطَاءِ ، وَلَوْ أَعْطَى الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ جَمِيعَ
مَا سَأَلُوهُ ، قَالَ تَعَالَى : ﴿مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ
بَاقٍ﴾ ، وَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ : «يَدُ اللَّهِ
مَلْأَى لَا تَغِيضُهَا نَفَقَةٌ ، سَحَّاءُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ ، أَفَرَأَيْتُمْ
مَا أَنْفَقَ مُنْذُ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ، فَإِنَّهُ لَمْ يَغِضْ مَا
فِي يَمِينِهِ» ، وَفِي ذَلِكَ حَثٌّ لِلْخَلْقِ عَلَى سُؤَالِهِ سُبْحَانَهُ وَإِنْزَالِ
حَوَائِجِهِمْ بِهِ .
وَقَوْلُهُ ﷻ : «يَا عِبَادِي
إِنَّمَا هِيَ أَعْمَالُكُمْ أُحْصِيهَا لَكُمْ ، ثُمَّ أُوَفِّيكُمْ إِيَّاهَا» ،
وَهَذَا كَقَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ
* وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ﴾ .
وَقَوْلُهُ ﷻ : «فَمَنْ وَجَدَ
خَيْرًا فَلْيَحْمَدِ اللَّهَ ، وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ فَلَا يَلُومَنَّ إِلَّا
نَفْسَهُ» ، فِيهِ إِشَارَةٌ إِلَى أَنَّ الْخَيْرَ كُلَّهُ مِنَ اللَّهِ فَضْلٌ مِنْهُ
عَلَى عَبْدِهِ ، وَالشَّرَّ كُلَّهُ مِنْ عِنْدِ ابْنِ آدَمَ مِن اتِّبَاعِ هَوَى
نَفْسِهِ ، كَمَا قَالَ تَعَالَى : ﴿مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا
أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ﴾ .
فَاللَّهُمَّ رَحْمَتَكَ نَرْجُو فَلَا
تَكِلْنَا إِلَى أَنْفُسِنَا طَرْفَةَ عَيْنٍ ، وَأَصْلِحْ لَنَا شَأْنَنَا كُلَّهُ،
لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ .
عِبَادَ اللهِ ، قَالَ اللهُ جَلَّ في عُلَاه
: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ .
وقال صلى الله عليه وسلم : ((من صلَّى عليَّ
صلاةً واحدةً صلَّى اللهُ عليه بها عشراً)) ، اللهم صلِّ وسلِّم وبارك على نبيك محمدٍ
وعلى آله وصحبه أجمعين .
الَّلهُمَّ ارْزُقْنَا سَبِيلَ الْمُرْسَلِينَ
، وَجَنِّبْنَا طَرِيقَ الْمُبْطِلِينَ ، وَاجْعَلْنَا هُدَاةً مَهْدِيِّينَ ، وَاحْفَظْنَا
بِالإِسْلَامِ قَائِمِينَ وَقَاعِدِينَ .
الَّلهُمَّ اِحْمِ بِلَادَنَا وَسَائِرَ بِلَادِ الإِسْلَامِ مِنَ الفِتَنِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَن ، الَّلهُمَّ وَفِّقْ وَلِيَّ أَمْرِنَا لِمَا تُحِبُ وَتَرْضَى ، وَخُذْ بِنَاصِيَتِهِ لِلْبِرِّ وَالتَّقْوَى ، الَّلهُمَّ اجْعَلْهُ سِلْمًا لِأْوْلِيَائِكَ ، حَرْباً عَلَى أَعْدَائِكَ ، الَّلهُم ارْفَعْ رَايَةَ السُّنَّةِ ، وَاقْمَعْ رَايَةَ البِدْعَةِ ، الَّلهُمَّ احْقِنْ دِمَاءَ أَهْلِ الإِسْلَامِ فِي كُلِّ مَكَانٍ
اللهُمَّ أَصْلِحْ لَنَا دِينَنَا الَّذِي هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِنَا ، وَأَصْلِحْ لَنَا دُنْيَانَا الَّتِي فِيهَا مَعَاشُنَا ، وَأَصْلِحْ لَنَا آخِرَتَنَا الَّتِي فِيهَا مَعَادُنَا ، وَاجْعَلِ الْحَيَاةَ زِيَادَةً لَنَا فِي كُلِّ خَيْرٍ ، وَاجْعَلِ الْمَوْتَ رَاحَةً لَنَا مِنْ كُلِّ شَرٍّ ، اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ مِنَ الْخَيْرِ كُلِّهِ عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ ، مَا عَلِمْنَا مِنْهُ وَمَا لَمْ نَعْلَمْ ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّرِّ كُلِّهِ عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ ، مَا عَلِمْنَا مِنْهُ وَمَا لَمْ نَعْلَمْ
رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً
وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ، رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ
لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ ،
رَبَّنَا وآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ
إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ .
اللهم اغفر لآبائِنا وأمهاتِنا ، اللهم
اغفرْ لأحيائِنا وأمواتِنا ، اللهم أمِتْنا على التوحيدِ والسنَّةِ ، وأدخلنا الجنَّةَ
وقِنَا عذابَ النارِ .
سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ العزَّةِ عَمَّا
يَصِفُونَ ، وَسَلَامٌ عَلَى المُرْسَلِينَ، وَالحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق