خطبة بعنوان مِنْزِلَةُ الْعَقْلِ وَخَطَرُ الْمُخَدِّرَاتِ وَالمُسْكِرَاتِ
الخطبةُ الأولى
الْحَمْدُ للَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزَانِ ، وَوَهَبَ الْآدَمِيِّيْنَ عُقُولًا يُمَيِّزُونَ بِهَا بَيْنَ النَّافِعِ وَالضَّارِّ وَالْحَقِّ وَالْبُهْتَانِ ؛ وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، وَلَا وَلَدَ ، وَلَا أَعْوَانَ ؛ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، الْمُؤَيَّدُ بِالْحُجَّةِ وَالْبُرْهَانِ ؛ اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى مُحَمَّدٍ ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ حَمَلَةِ الْعِلْمِ وَالْقُرْآنِ ، وَعَلَى التَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ .
أمَّا بَعْدُ : فَيَا أَيُّهَا النَّاسُ : أُوْصِيْكُم وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللهِ ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ .
أَيُّهَا المُسْلِمُوْنَ : شَرَّفَ اللهُ النُّجَبَاءَ بِاسْتِعْمَالِ عُقُولِهِمْ فِيمَا خُلِقَتْ لَهُ نُفُوسُهُمْ مِنَ الْعِبَادَاتِ وَالتَّوْحِيدِ ، وَالتَّفَكُّرِ فِي الْحَقَائِقِ وَالْمَخْلُوقَاتِ ، وتَدَبُّرِ آيَاتِ الْقُرْآنِ الْمَجِيدِ ، قَالَ تَعَالَى : ﴿إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ﴾ .
فَالْعَقْلُ دُرَّةٌ ثَمِينَةٌ ، وَنِعْمَةٌ عَظِيمَةٌ ، إِنِ اسْتُعْمِلَ فِيمَا خُلِقَ لَهُ ؛ وَهُوَ مَطِيَّةٌ لِلْمُجْتَهِدِينَ بِنِوْرِ الْوَحْيِينِ ، وَسَبِيلٌ لِلْمُؤْمِنِينَ الْمُتَفَكِّرِينَ ، وَنَوَاةٌ لِقُلُوبِ الْمُوْقِنِينَ ، وَدِعَامَةٌ للسَّعَادَةِ فِي الدَّارَيْنِ .
وَالعَجَبُ أَنَّ مِنَ النَّاسِ مَنْ يُسْرِفُ فِي تَعْظِيمِ عَقْلِهِ ، حَتىَّ يَصْرِفَهُ عَنْ طَبِيعَتِهِ وَفِطْرَتِهِ ، وَيُنْكِرَ بِهِ وُجُودَ خَالِقِهِ وَخَالِقِ عَقْلِهِ ، أَوْ يُنْكِرَ بِهِ حَقَّهُ سُبْحَانَهُ عَلَى خَلْقِهِ ، مِنْ إِفْرَادِهِ فِي أَسْمَائِهِ وَصِفَاتِهِ وَأُلُوهِيَّتِهِ وَرُبُوْبِيَّتِهِ ، أَوْ يُنْكِرَ بِهِ بَعْضَ أَحْكَامِ اللهِ وَشَرِيعَتِهِ ، بِتَزْيِيْنٍ مِنْ أَوْلِيَاءِ الشَّيْطَانِ ، وَحَافِزٍ مِنْ الْهَوَى وَالطُّغْيَانِ ، ﴿أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ﴾ .
عِبَادَ اللهِ : [خَلَقَ اللهُ لَكُمُ الْعُقُولَ لِتَعْقِلُوا بِهَا مَا يَنْفَعُكُمْ مِنَ الْمَعَارِفِ وَالْعُلُومِ النَّافِعَةِ ، وَتَرْتَقُوا بِهَا إِلَى مَدَارِجِ الْفَلَاَحِ بِهِمَمٍ قَوِّيَّةٍ وَقُلُوبٍ وَاعِيَةٍ، فَقَاوِمُوا بِهَا مَا يَضُرُّكُمْ مِنَ الْأَخْلَاَقِ الرَّذِيلَةِ ، فَلَا خَيْرَ فَيْمَنْ غَلَبَتْ شَهْوَتُهُ عَقْلَهُ ، فَأَلْقَتْهُ فِي الْمَهَالِكِ الْوَبِيلَةِ .
فَكِّرُوا فِي الْمَصَالِحِ وَالْمَنَافِعِ ، فَإِذَا تَوَضَّحَتْ فَاسْلُكُوهَا ، وَزَاحِمُوا بِهَا النُّفُوسَ الْعَالِيَةَ الْمُقْبِلَةَ عَلَى الْخَيْرِ وَنَافِسُوهَا ، وَإِيَّاكُمْ أَنْ تَكُونَ هِمَمُكُمْ فِي تَحْصِيلِ الْأَغْرَاضِ الدَّنِيئَةِ ، فَتَخْسَرُوا عُقُولَكُمْ وَتُضِيِّعُوهَا .
طُوْبَى لِمَنْ كَانَتْ أَفْكَارُهُ حَائِمَةً حَوْلَ مَا يُحِبُّهُ اللهُ ، وَفِيْمَا يَنْفَعُ عِبَادَ اللهِ ، طُوْبَى لِمَنْ كَانَ الْإِخْلَاَصُ للهِ فِي كُلِّ الْأُمُورِ شِعَارَهُ ، وَالْإِحْسَانُ عَلَى الْخَلْقِ دِثَارَهُ ، طُوْبَى لِمَنْ كَانَتْ شَهْوَتُهُ تَبَعًا لِعَقْلِهِ ، فَآثَرَ النَّافِعَ ، وَفَازَ بِالسَّعَادَتَيْنِ ، وَوَيْلٌ لِمَنْ غَلَبَتْ شَهْوَتُهُ عَقْلَهُ ، فَاخْتَارَ الرَّذَائِلَ ، فَخَسِرَ الدُّنْيَا وَالدِّينَ .
مَنْ تَرَكَ مَا تَهْوَاهُ نَفْسُهُ للهِ عَوَّضَهُ اللهُ الْإِيمَانَ وَالثَّوَابَ ، وَمَنْ تَبِعَ هَوَاَهُ وَأَعْرَضَ عَمَّا يُحِبُّهُ مَوْلَاُهُ ، ابْتَلَاهُ بِالهُمُومِ وَأَنْوَاعِ الْأَوْصَابِ .
سُبْحَانَ مَنْ فَاوَتَ بَيْنَ عِبَادِهِ بِالْعُقُولِ وَالْهِمَمِ وَالْأَعْمَالِ ، وَبَايَنَ بَيْنَهُمْ فِي صِفَاتِ النَّقْصِ وَالْكَمَالِ ، وَقَسَّمَ بَيْنَهُمُ الْأَخْلَاَقَ كَمَا قَسَّمَ بَيْنَهُمُ الْأَرْزَاقَ ، فَتَبَارَكَ اللهُ الْوَاحِدُ الْمَلِكُ الْخَلَاَّقُ .
مَنَّ اللهُ عَلِيَّ وَعَلَيْكُمْ بِمَحَاسِنِ الْأَعْمَالِ وَأَحَاسِنِهَا ، وَحَفِظَنَا مِنْ أَسَافِلِ الْأَخْلَاَقِ وَأَرَاذِلِهَا] ، أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ وَلِسَائِرِ الْمُسْلِمِينَ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ ، فَاسْتَغْفِرُوهُ ، وَتُوبُوا إِلَيْهِ ، إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ .
الخطبة الثانية
الحَمْدُ للهِ وَكَفَى ، وَالصَّلَاةُ والسَّلَامُ عَلَى رَسُوْلِهِ المُصْطَفَى ، وَعَلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنْ سَارَ عَلى نَهْجِهِ وَاقْتَفَى . أَمَّا بَعْدُ : فَاتَّقُوا اللهَ حَقَّ التَّقْوَى .
أَيُّهَا المُسْلِمُوْنَ : مِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْمَلُ عَلَى ضَيَاعِ عَقْلِهِ لِمُجَرَّدِ مُتْعَةٍ رَخِيصَةٍ ، تُفْقِدُ الْمَرْءَ تَوازُنَهُ ، وَتُنْقِصُ دِيْنَهُ ، وَتُذْهِبُ كَرَامَتَهُ .
تِلْكُمْ هِيَ الْوُقُوعُ فِي وَحْلِ الْمُخَدِّرَاتِ ، وشُرْبِ الْخُمُورِ وَالمُسْكِرَاتِ ، وَلَو سُمِّيَتْ بِغَيْرِ اسْمِهِا ، فَالْعِبْرَةُ بِالْفِعْلِ وَالتَّأْثِيرِ ، لَا بِالْمُسَمَّى وَالتَّعْبِيرِ .
فَفِي الصَّحِيحِ : أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَال : «كُلُّ مُسْكِرٍ خَمْرٌ ، وَكُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ» ؛ وَفِي الْمُسْنَدِ لِلإِمَامِ أَحْمَدَ أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ «نَهَى عَنْ كُلِّ مُسْكِرٍ وَمُفَتِّرٍ» ، والمُفَتِّرُ : مَا يُورِثُ الْفُتُورَ فِي الْأَعْضَاءِ .
فَلِزَامًا عَلَيْنَا تَوْعِيَةَ النَّشْءِ بِخَطَرِ الْمُخَدِّرَاتِ بِاخْتِلَاَفِ أَنْوَاعِهَا وَمُسَمَّيَاتِهَا كَالْحُبُوبِ الْمُخَدِّرَةِ ، وَكَالدُّخَانِ وَالشَّيْشَةِ ، وَغَيْرِهَا مِنَ الْخَبَائِثِ الفَتَّاكَةِ الْمُفَتِّرَةِ ، وَالَّتي مِنْ أَخْطَرِهَا مَادَّةُ (الشَّبْوِ) وَهِيَ مَادَّةُ كِيمْيَائِيَّةُ لَهَا نَتَائِجُ مُدَمِّرَةٌ عَلَى الْجِهَازِ الْعَصَبِيِّ الْمَرْكَزِيِّ لِلْإِنْسَانِ (وَهُوَ الْعَقْلِ) ، وَعَلَى الْجِهَازِ الْمَنَاعِيِّ .
إِنَّ الْمُخَدِّرَاتِ وَسَائِرَ الْمُسْكِرَاتِ ، هِيَ : أُمُّ الْخَبَائِثِ ، وَمُوَرِّثَةُ الْمَفَاسِدِ ، وَمَا وُجِدَتْ فِي مُجْتَمَعٍ وَانْتَشَرَتْ بَيْنَ أَفْرَادِهِ، إِلَّا رَمَتْهُمْ فِي جَحِيمِ الشَّهَوَاتِ الْعَارِمَةِ ، وَالْأَمْرَاضِ الْخَطِيرَةِ ، إِضَافَةً إِلَى فَسَادِ الْأَخْلَاقِ ، وَانْتِشَارِ الْفَوْضَى ، وَكَثْرَةِ الْجَرَائِمِ الْمُتَعَدِّدَةِ ، إِنَّهَا الْمَوْتُ وَالْفَنَاءُ ، وَالْقَضَاءُ عَلَى الدِّينِ وَالدُّنْيَا مُعَبَّأً فِي أَقْرَاصٍ وَحُقَنٍ .
فَاحْذَرُوا أَيُّهَا الْعُقَلَاءُ !! مِنْ شِبَاكِ المُرَوِّجِيْنَ وَالْمُتَعَاطِينَ ، وَحَذِّرُوا مِنْهُمْ وَبَيِّنُوا حَقِيقَتَهُمْ ؛ وَأَنَّهُمْ يَعْمَلُونَ وِفْقَ أَجْنِدَةٍ خَارِجِيَّةٍ تَسْتَهْدِفُ أَبْنَاءَ الْمُجْتَمَعِ ، وَأَنَّهُمْ يَصْطَادُونَ الأَبْرِيَاءَ ، بِحُجَّةِ أَنَّ هَذِهِ السُّمُومَ هِيَ الشِّفَاءُ مِنْ كُلِّ هَمٍّ وَدَاءٍ ، وَتَقْصِيرٍ فِي الْعَمَلِ وَالْأَدَاءِ ، وَوَيْمُ اللهِ إِنَّها الدَّاءُ !! .
وَلِزَامًا عَلَيْنَا جَمِيعًا الْإِشَادَةَ بِجُهُودِ الْعُيُونِ السَّاهِرَةِ مِنْ رِجَالِ الْجَمَارِكِ ، وَرِجَالِ مُكَافَحَةِ الْمُخَدِّرَاتِ ، وَرِجَالِ الْأَمْنِ جَمِيعًا ، وَالشُّرَفَاءِ مِنَ الْمُوَاطِنِينَ وَالْمُقِيْمِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ عَلَى حِمَايَةِ الْمُجْتَمَعِ مِنْ آفَةِ الْمُخَدِّرَاتِ ، وَعَلَيْنَا الدُّعَاءَ لَهُمْ بِالتَّوْفِيقِ وَالْإِعَانَةِ وَالْحِفْظِ ، وَوُجُوبَ التَّعَاوُنِ مَعَهُمْ فِي حِمَايَةِ الْمُجْتَمَعِ مِنْ هَذِهِ الْآفَةِ وَمُرَوِّجِيهَا وَمُتَعَاطِيهَا ، لِأَنَّهُ مِنَ التَّعَاوُنِ عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى .
اللَّهُمَّ احْفَظْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيِنَا وَمِنْ خَلْفِنَا وَعَنْ أَيْمَانِنَا وَعَنْ شَمَائِلِنَا وَمَنْ فَوْقِنَا ، وَنَعُوذُ بِكَ اللَّهُمَّ أَنْ نُغْتَالَ مِنْ تَحْتِنَا .
عِبَادَ اللهِ : قَالَ اللهُ جَلَّ في عُلَاهُ : ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ ، اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى عَبْدِكَ وَنَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ ، اللَّهُمَّ ارْضَ عَنِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ ، وَأُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ ، وَالصَّحَابَةِ أَجْمَعِيْنَ ، وَمَنْ تَبِعَهُمْ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ ، اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِيْنَ ، وَأَذِلَّ الشِّرْكَ وَالْمُشْرِكِيْنَ ، وَانْصُرْ عِبَادَكَ الْمُوَحِّدِيْنَ ، اللَّهُمَّ فَرِّجْ هَمَّ الْمَهْمُومِيْنَ مِنَ الْمُسْلِمِيْنَ ، وَنَفِّسْ كَرْبَ الْمَكْرُوبِيْنَ ، وَاقْضِ الدَّيْنَ عَنِ الْمَدِينِيْنَ ، وَاشْفِ مَرْضَاهُمْ ، وَاغْفِرْ لِمَوْتَاهُم يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ ، اللَّهُمَّ آمِنَّا فِي أَوْطَانِنَا وَأَصْلِحْ وُلَاةَ أُمُورِنَا ، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا ، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا ، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا ، اللَّهُمَّ اسْقِنَا غَيْثًا مُغِيثًا هَنِيئًا مَرِيئًا طَبَقَاً سَحَّاً مُجَلِّلاً ، عَامَّاً نَافِعًا غَيْرَ ضَارٍّ ، عَاجَلاً غَيْرَ آجِلٍ ، تُحْيِي بِهِ الْبِلَادَ ، وَتُغِيثُ بِهِ
الْعِبَادُ ، وتَجْعَلُهُ بَلَاغًا لِلْحَاضِرِ وَالْبَادِ ، اللَّهُمَّ إِنَا نَعُوذُ بِكَ مِنَ الْوَبَاءِ وَالْغَلَاَءِ وَالرِّبَا والزِّنا ، وَالزَّلَازِلِ وَالْمِحَنِ وَسُوءِ الْفِتَنِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ .
﴿رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾ ، ﴿سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ* وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ .
أكتب تعليق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق