جاري تحميل ... كنز الخطباء

إعلان الرئيسية

جديد الخطب

خطب المناسبات

خطبة بعنوان. . (( يوم عرفة دستور للحياة السعيدة ))

 

خطبة بعنوان  ((  يوم عرفة دستور للحياة السعيدة )) 

 


الخُطْبَــــةُ.الْأُولَـــــــــى.

   الحمدُ لله فاطرِ الأرض والسموات ، عالم الأسرار والخفيات ، المطلع على الضمائر والنيات .*

*أحاط بكل شيء علماً ، ووسع كل شيء رحمةً وحلماً ، وقهر كل مخلوق عزةً وحكماً .*

*يعلم ما بين أيديهم وما خلفَهم ولا يحيطون به علماً 

*{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}*[آل عمران: 102]

 

*{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تََسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً}* [النساء:1] ؛

 

*{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً}* [الأحزاب:70-71]

 

أما بعــد:-

 

*أيها المؤمنون والمؤمنات عبـــاد الله :-*

*في السنة العاشرة من الهجرة النبوية كانت حجة الوداع وهي الحجة الوحيدة التي حجها النبي صلى الله عليه وسلم ،،،*

*وسميت بهذا الاسم لأنها كانت علامة واضحة على دنو أجله ولحاقه بالرفيق الأعلى سبحانه ..*

 

ففي مثل هذا اليوم يوم الجمعة، وقف النبي صلى الله عليه وسلم يخطب في المسلمين.*

*فتكلم عن الكثير من الأمور التي تهم المسلم في دينه ودنياه وآخرته فكانت هذه التعاليم بمثابة خطة إستراتيجية للمسلمين من بعده وطريق للفلاح والنجاة ودستور للحياة السعيدة لأمته..*

*كيف لا .. ورسول الله صلى الله عليه وسلم كان أحرص على المسلمين  والمؤمنين من أنفسهم وكان يخاف عليهم بعد أن يودع هذه الحياة وينتقل إلى ربه من الوقوع فيما حذر منه ... قال سبحانه وتعالى: {لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ}* (التوبة/128) ..

 

*فما أحوجنا في المحن والشداد وفي الرخاء وعند نزول الفتن والمصائب وفي اليسر والعسر إلى توجيهات هذا الرسول العظيم والنبي الكريم لتستقيمَ الحياة ويسعد الإنسان ويعم الخير على المجتمع ..*

 

*وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب وقد تجمع حوله في ذلك الزمان مائة الف أو يزيدون في صعيدٍ واحد يسمعون هذه التوجيهات ... وكان  من المعجزات التي حصلت: أن الخطبة سمعها جميع من كان في الحج بدون مكبرات صوت . فعن عبد الرحمن بن معاذ التيمي قال: (خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم  بمنى، ففتحت أسماعنا حتى كنا نسمع ما يقول، ونحن في منازلنا)* (صحيح أبي داود (1724 ـ 1957). 

 

*فكان مما قاله :( أيها الناس اسمعوا قولي فإني لا أدري لعلِّي لا ألقاكم بعد عامي هذا بهذا الموقف أبداً ..*

 

*أيها الناس: إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام إلى أن تلقوا ربكم، كحرمة يومكم هذا، وكحرمة شهركم هذا، وإنكم ستلقون ربكم فيسألكم عن أعمالكم وقد بلغت ..   فمن كانت عنده أمانة فليؤدها إلى من ائتمنه عليها، وإنَّ كل رباً موضوع، ولكن لكم رؤوس أموالكم، لا تَظلمون ولا تُظلمون .. قضى الله أنه لا ربا، وإن ربا العباس بن عبد المطلب موضوع كله  ..*

 

*أيها الناس إن الشيطان قد يئس أن يعبد في أرضكم هذه أبداً، ولكنه إن يُطع فيما سوى ذلك فقد رضي به مما تحقرون من أعمالكم، فاحذروه على دينكم!!.*

 

*أيها الناس: {إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ} ..*

 

*وإن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض، وإن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهراً، منها أربعة حرم، ثلاثة متوالية، ورجب - الذي بين جمادى وشعبان ... )* (صححه الألباني) ..

 

*ثم أخذ صلى الله عليه وسلم يوصي بحسن معاملة النساء وحسن معاشرتهن بالمعروف وعدم غمط شيئاً من حقوقهن وأوصى بهن خيراً  ..* 

 

*وعند ابن ماجه أنه صلى الله عليه وسلم قال: (ألا وإني فرطكم على الحوض، وأكاثر بكم الأمم ، فلا تسودوا وجهي، ألا وإني مستنقذِ أناسًا، ومستنقَذ مني أناس، فأقول: يا رب! أصحابي فيقول: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك)* (صحيح ابن ماجه (2481 ـ 3057) ..

*وفي رواية بلفظ:(ألا هل بلغت؟ فقالوا: نعم. قال: اللهم اشهد، فليبلغ الشاهد الغائب، فرُبَّ مبلَّغ أوعى من سامع، فلا ترجعوا بعدي كفارًا يضرب بعضكم رقاب بعض)*( البخاري (1741) فتح الباري 3/574).

 

*أيها المؤمنون والمؤمنات عبـــاد الله : -*

 

 

*ما أعظم هذه المبادئ التي أرساها رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمته فكان أول ما تكلم به حرمت الدماء والأعراض والأموال وخطورة أن يكون  فعل المسلم أو عمله  او قوله سبباً لسفك دم انسان من أي بلاد أو جنس أو لون بدون حق ..*

 

*والله تعالى قد حذر من ذلك فقال:{وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا}* (النساء/93) ..

 

*وجعل سبحانه وتعالى التعدي على حياة هذا الإنسان من أكبر الكبائر وأعظم الجرائم والذنوب التي تورد صاحبها المهالك في الدنيا والآخرة .. يقول النبى صلى الله عليه وسلم ( لا يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دماً حراماً )*

*قال : وقال ابن عمر (( إن من ورطات الأمور التى لا مخرج لمن أوقع نفسه فيها ، سفك الدم الحرام بغير حل )* (البخارى/6862).. *ويقول عليه الصلاة والسلام :( كل ذنب عسى اللـه أن يغفره إلا الرجل يموت كافراً أو الرجل يقتل مؤمناً متعمداً )* (رواه أحمد/16849) وصححه الألبانى) ..

*بل جعل سبحانه وتعالى قتل المسلم وسفك دمه من عظائم الأمور يقول عليه الصلاة والسلام:( قتل المؤمن أعظم عند اللـه من زوال الدنيا )* (النسائى (7/ 83) وصحيح الجامع (4361) ..

 

*وقال تعالى:{مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاء تْهُمْ رُسُلُنَا بِالبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَلِكَ فِي الأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ}* (المائدة /32)

 

*وما تجرأ أحد من الناس على الدماء المعصومة في بلد أو دولة أو مجتمع من المجتمعات إلا كان نذيرُ شؤم على ذلك المجتمع وتلك الدولة فتفسد العلاقات وتقطع الأرحام وينتشر الخوف ويذهب الأمن وتقل البركة ويحل القحط وتنتشر الأحقاد والضغائن والثارات وتتفكك الأسر ويخسر المرء دينه ودنياه وآخرته ..*

 

*ثم تحدث النبي صلى الله عليه وسلم عن الربا وتحريمه وخطورته على الأفراد والأمة في المجال الاقتصادي والمعاملات المالية وأن البركة المنزوعة من أموالنا وأعمالنا سببها الربا الذي يؤدي إلى الظلم والجشع والطمع ويغيب القرض الحسن بين الناس ويكون المال بسبب الربا متداولاً بين فئة من أفراد المجتمع ... 

فيظهر الفقر المنسي والغنى المطغي . والربا سبب في تعطيل الأعمال والمشاريع والصناعات لأن صاحب المال أصبح يعتمد على البنوك وفوائدها الربوية في تحصيل الربح فتتعطل مصالح الناس وتظهر البطالة وغير ذلك.. 

والله عز وجل يقول:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ، فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لا تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُونَ}* البقرة:278/279

 

*عبـــاد الله : -

لقد ظهر من كلام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في خطبة حجة الوداع مدى حرصه ورحمته وشفقته بأمته رجالاً ونساءاً ، صغاراً وكباراً ، حكاماً ومحكومين ، وكان يخاف أن يبدلوا أو يغيروا شيئاً من دينه أو يتركوا شيئاً من شريعته فيسقطوا من عين الله ولا يستطيع بعد ذلك أن يدافع عنهم عند الله أو يشفع لهم ،،فخاطبهم بقوله (ألا وإني فرطكم على الحوض، وأكاثر بكم الأمم. فلا تسودوا وجهي .. )*

 

*يا الله ...  ما أعظمها من كلمة .. !!  يالله  .. ما أشدها من كلمة ..!!*

 

*ماذا نقول لرسول الله وهذه أعمالنا تشهد علينا بالتقصير والتفريط في عبادتنا وسلوكنا واخلاقنا  ومعاملاتنا ..*

 

*لاتدري ما أحدثوا بعدك ..!!.*

 * غرتهم الدنيا وجعلوا الدين وراء ظهورهم ،   وغفلوا عن الطاعات والعبادات وانشغلوا بالشهوات والملذات ، وتركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ورضوا بالسكوت ومداهنة الباطل إيثاراً للسلامة الزائفة وقصروا في واجباتهم الدينية والدنيوية 

 فأصبحوا عالة على أمم الأرض بعد أن كانوا سادة الأمم وأساتذة الحضارة ..  و استحبوا اتباع الهوى  و زين لهم الشيطان وإتباع خطواته  للباطل والحرام والمنكر في كثير من شؤون الحياة ...*

 

فهل الى عودة الى الله وتوبة وانابه . .

 

 *ثم قال صلى الله عليه وسلم (أيها الناس إن الشيطان قد يئس أن يعبد في أرضكم هذه أبداً، ولكنه إن يُطع فيما سوى ذلك فقد رضي به مما تحقرون من أعمالكم، فاحذروه على دينكم) ...

والله تعالى يقول {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ }* (النور/21)..

 

 

لكن للاسف اتبع كثير من المسلمين خطوات الشيطان فامتلأت القلوب بالحقد والحسد والضغائن وسوء الظن وضعفت الأخوة الإسلامية ، وحلت مكانها العصبيات الجاهلية للسلالة  ولأشخاص والأحزاب والجماعات والدول ، واستطاع الشيطان أن يغري بينهم العداوة والبغضاء ...*

 

فهل الى عودة الى الله وتوبة وإنابة . .

 

 

فإنما الخلل والتقصير من أنفسنا وبسبب ضعف إيماننا وتعلقنا بالدنيا وإنه لا بد لنا من توبة صادقة وعبادة خالصة وعمل صالح لنستقيم على الصراط المستقيم عندها فقط ينظر الله إلينا بعين الرحمة والمغفرة والسعادة والفوز والنجاة ...*

*وعلينا عباد الله في هذا اليوم العظيم - يوم عرفة- أن نكثر من الدعاء والله سبحانه وتعالى قد أخبرنا أنه يُجِبُ سؤال السائلين ، وتضرع المتضرعين ، كما صح في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم في سنن الترمذي : ( إن الله حييٌ كريم يستحي إذا رفع عبده كفيه إليه أن يردهما صفرا ) ..*

 

وَجَاءَ عَنْهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "مَا رُؤِيَ الشَّيْطَانُ أَصْغَرَ وَلاَ أَحْقَرَ وَلاَ أَدْحَرَ وَلاَ أَغْيَظَ مِنْهُ فِي يَوْمِ عَرَفَة وَمَا ذَاكَ إِلاَّ أَنَّ الرَّحْمَةَ تَنْزِلُ فِيهِ فَيُتَجَاوَزُ عَنِ الذُّنُوبِ العِظَامِ".

 *وفي صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة ، وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة فيقول : ما أراد هؤلاء ؟ " 

وعن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (إن الله تعالى يباهي ملائكته عشية عرفة بأهل عرفة ، فيقول : انظروا إلى عبادي أتوني شعثا غبرا )* (رواه أحمد وصححه الألباني) ..

 

*إنه يوم الله - عز وجل - إنه يوم العباد ليغتنموا من فضل الله الكريم سبحانه وتعالى .. ولنكثر من الدعاء لأنفسنا واهلينا وبلادنا وللمجاهدين في الثغور ، بالنصر والتمكين ،  ولحجاج بيت الله بالتوفيق والقبول وأن يردهم الله إلى أوطانه غانمين سالمين ...*

*{وَقَالَ رَبُّكُمُ ٱدۡعُونِيٓ أَسۡتَجِبۡ لَكُمۡۚ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَسۡتَكۡبِرُونَ عَنۡ عِبَادَتِي سَيَدۡخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ }* (سورة غَافِر,اية ٦٠)

 

*فاللهم ردنا إلى دينك رداً جميلاً ...*

*قلت ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم...*

 

الخطبة الثانية .  

 

الحمد لله وصلاة وسلاما دائمين على خير خلقه أجمعين، نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين.

 

 الاخوة الكرام . .

يجب ان نعرف ان  النبي صلى الله عليه وسلم ، لم يقف قائدا  و خطيبا في مكة في حجة الوداع ، الا بعد مرور  عشر سنوات ،  من خروجه منها مهاجرا بأمر من الله عز وجل  و بعد عنت و عداء شديدين من المشركين ومن ورائهم  

  مع انه في تلك الفترة ، كان يدعوهم و يبشرهم بالخير  وينذرهم من عاقبة ماهم عليه من الكبر والاعراض.   و هم يناصبونه العداء الظاهر الشرس والتآمر المستمر .

  كان يقول لهم : ستفتح لكم الدنيا، فيقول قائلهم : تبا لك ، مستهزئين ، و مكذبين ، و شامتين

قال تعالى .( وكأين من قرية هي أشد قوة من قريتك التي اخرجتك ....) محمد .

 

 

ايها الاخوة الكرام . .

ان المشاهد  . .  لهذا الإخراج للنبي صلى الله عليه وسلم مع اصحابه  من مكه المكرمة بالقوة ،  كان  مدعاة للإحباط أو التذمر و السخط ، لكن هذا لم يحدث في صف الصحابة الذين صبروا و صابروا، فكان لهن النصر و كان الفتح المبين .

  فلم تكن هجرة النبي صلى الله عليه و سلم و أصحابه مجرد نزوح  إلى مكان يأمنون فيه فحسب ، و إنما كان تحولا إلى مكان يشيدون فيه البناء ، بناء الفرد ، و بناء المجتمع، و بناء الدولة.

 

فهل استعصت مكة عن قبول رسالة الإسلام إلى الأبد؟ بعد كل هذا . .  كلا . .  ، ثماني سنوات بعد الهجرة و فتحت مكة المكرمة أبوابها  ، و تتالت وفود الجزيرة العربية - بعد ذلك-  تعلن إسلامها من كل الأنحاء .

 

 نعم . .   كان ذلك- بعد توفيق الله عز وجل - بالصبر و المصابرة و الثبات و الاستمرار ، و لو أنهم استسلموا للإحباط و السخط و التذمر و التضجر  .، لالتهمهم الشرك و ابتلعهم الإحباط، و هزمهم الطغاة .

 

فيا أيها المسلمون . .

طريق تحقيق الأهداف يجب ان تكون صافية من مشاعر  الإحباط، و لا تُنال بالسخط و التذمر ، و إنما تدرك بالصبر و المصابرة ( ياأيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون ) .

 

ان  هذه الرسالة بجنودها واجهت كفار قريش . .  فانتصرت بإذن الله ،  وواجهت عبر الزمن  قوى طاغوتية على مر التاريخ من اليهود ، و الصليبيين، و المغول، و الاستعمار،  و الشيعة و انتصرت بفضل الله و بالمؤمنين قال تعالى ( هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين).

 

 -   فجاء اليوم الذي رفرفت فيه راية الإسلام في مشارق الأرض و مغاربها.

 

 

فأصبحت تكبيرات الفتح تتسع مداها ، وها نحن اليوم ننعم بثمار هذه الدعوة المحمدية  وجهود الصحابة المجاهدين والتابعين و كل من  سلك هذه الدعوة  ، وجاهد من اجلها بحب  وصدق وإخلاص  ، وسار على هداها ، واتبع أثرها  ، إلى يومنا  . .

 

 

   إذن ايها الاخوة الاحباب . .

الانتصار لهذه المبادئ هو انتصار للدين الحق، و تحربر للأرض و الإنسان من ضلالات المبطلين ،  و جور الظالمين ، و ادعاء المدعين . .

  و لذلك يحتم علينا  واجب  الاصطفاف  خلف هذه المبادئ حتى لا تكون فتنة ، و  تكون من اجل العدالة و الحرية و الشورى و المساواة . .

قال تعالى( ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ... ) ، ( إن هذه أمتكم أمة واحدة..،، ).

 

فماأحوجنا أن نواجه كل زيف بنداء الله أكبر فلا يستخفنكم تهديد ولا يوقف عطائكم  وعد ولا وعيد..

 

ما أحوجنا اليوم ان نواجه اكبر زيف في تاريخ اليمن ، وهم هولاء الحوثيون اليمنيون المزيفون ، الذين هم يمثلون ايادي العبث باليمن وبهوية اليمن وبثروات اليمن . .

 

عباد الله  . .

ما احوجنا كا بناء تعز اليوم  للوقوف مع  إخواننا في الجبهات  وهم يواجهون بطش الطغاة والمتكبرين مع تآمر الكافرين وتخاذل المسلمين، ما أحوجنا  إلى أن نعلن بألسنتنا وقلوبنا  أن الله أكبر وأن له جنود السماوات والأرض ، فقد أهلك عاد بالريح العقيم وثمود بالصيحة وفرعون بالغرق وقوم سبأ بالسير العرم وقوم نوح بالطوفان، وقوم لوط بحجارة من سجيل، وأصحاب الفيل بطير أبابيل (وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ) [المدثر: 31].

 

وما أحوجنا  إلى أن ندرك  أن أولئك الذين يظهرون في ثوب البطش والاستكبار ويتراءون لأنفسهم وللضالين من أتباعهم أنهم قادرون أقوياء ، فالله أكبر من كل قوة (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا) [فاطر: 44].                                           

        .                  

  في الختام لا ننسى ونحن نقدم على عيد وفرحة من ان نتفقد اخواننا في الجبهات الذين تآمر عليهم الاعداء والاصدقاء ، ليضيقوا عليهم الحال لكن الله هو من بيده الحال و من يملك خزائن الدنيا والاخره ، ولن يتركهم للانذال ، لكننا نذكر اهل الخير والفضل و الا يتسوا رجال العز والنزال 

وكذلك لا ننسى تفقد المحتاجين من الفقراء والمعوزين ان نشركهم فيما بسط الله لنا من الخير  . .                         

 فقد روى البخاري ومسلم عَنْ أَبِى مُوسَى قَالَ قَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم « إِنَّ الأَشْعَرِيِّينَ إِذَا أَرْمَلُوا فِى الْغَزْوِ ، أَوْ قَلَّ طَعَامُ عِيَالِهِمْ بِالْمَدِينَةِ جَمَعُوا مَا كَانَ عِنْدَهُمْ فِى ثَوْبٍ وَاحِدٍ ، ثُمَّ اقْتَسَمُوهُ بَيْنَهُمْ فِى إِنَاءٍ وَاحِدٍ بِالسَّوِيَّةِ ، فَهُمْ مِنِّى وَأَنَا مِنْهُمْ » .                                  

     الدعاء.........

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *